يَا حَسْرَتِي إِنْ لَمْ أُعَجِّلْ تَوْبَتِي ... مَا زَالَ تَأْجِيلِي يُنَغِّصُ عِيشَتِي
مَنْ ذَا الذِّي ضَمِنَ الْحَيَاةَ وَطُولَهَا ... لأَتُوبَ لِلْمَوْلَى قُبَيْـلَ مَـنِيَّتِـي
لَكِنَّهُ الْمَـوْتُ الذِّي لا يُـرْدَعُ ... إِنْ حَانَ مَوْعِدُهُ وَحَانَتْ سَاعَتِي
أَيْنَ الْمَفَرُّ وَبَيْنَ فَكَّيْهِ انْكَـوَى ... نَدَمًا فُؤَادِي صَارِخًا يَا حَسْرَتِي
ضَاقَتْ بِلادِي فِي فَسِيحِ بَرَاحِهَا ... فُقِدَ الْجَمِيعُ فَأَيْنَ جَمْعُ أَحِبَّتِـي
وَتَقَطَّعَتْ أَوْتَارُ صَوْتِي هَامِسًا ... وَأَنَا أُنَادِي مَنْ يُفَرِّجُ كُرْبَتِي
مَا مِـنْ مُلَبٍّ لِلنِّدَاءِ وَإِنَّهُمْ ... لَوْ يَسْمَعُونِي لَنْ يُزِيلُوا زَلَّتِي
لا بُدَّ لِي مِنْ عَوْدَةٍ حَتَّى أَتُوب ... يَا حَسْرَتِي إِن مِتُّ قَبْلَ التَّوْبَةِ
وَمَنِ الذِّي سَيُظِلُّنِي فِي ظِلِّهِ ... يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالذُّنُوبُ مَظَلَّتِي
عَنِّي مَضَى عُمْرِي انْقَضَى وَكَأَنَّهُ ... لَحْظُ الْعُيُونِ زَمَانُهُ فِي لَحْظَةِ
قَسَمًا بِرَبِّي لَنْ أُؤَجِّلَ تَوْبَتِـي ... سَأَتُوبُ قَبْلَ إِقَامَتِي فِي تُرْبَتِي
أَقْـبِـلْ وَعَـجِّلْ لا تُؤَجِّلْ تَوْبَتَك ... هَلْ تَدْرِي أَنْتَ مَتَى وَكَيْفَ سَتَنْتَهِي
من الذي ابكاهم ؟
الموت
التوبة
لما لا تتوب
كفاك عصيانا
ابو عبد البر
محمد موسى حمدان