لعاقل لايبطل حقاً ولايحق باطلا
سئلت عجوز يفيض وجهها بِشراً وجمالا آي مواد التجميل تستعملين ؟
فردت قائلة ,أستخدم لشفتي قول الحق ,ولصوتي الذِكـــر ,
ولعيوني غض البصر ,وليديى , الإحسان ولقوامي الإستقامة
ولقلبي حب الله ,ولعقلي الحكمة ,ولنفسي الطاعة ,ولهواي الإيمان
الصبر من الفضائل الخُلقية وهي النفحة الروحية التي يعتصم بها
المؤمن فتخفف من بأسه وتدخل إلى قلبه السكينة والإطمئنان إلى
الغد وتكون بلسماً لجراحاته التي يتألم منها فالصابر يتلقى المكاره
بالقبول ويراها من عند الله وعند التأمل نرى العناية الآلهية تسوق إلينا
الشدائد لحكمةٍ عالية والجاهل هو الذي يضجر ويحزن ويكتئب أما العاقل
فيلتمس وجوه الخير فيما يبتليه الله من الشدائد
قال داود عليه السلام :
إن لله سطوات ونقمات فإذا رأيتموها فداوو ,قرحكم بالدعاء فإن الله
تبارك وتعالى يقول : لولا رجالً خُشع ,وأطفالٍ رضع ,
وبهائم رُنع ,لصببت عليكم العذاب صبا
لاتكن ممن يقول في الدنيا بقول الزاهدين ويعمل فيها عمل الراغبين
فإن أعى منها لم يشبع ,وإن مُنع منها لم يقنع ,يعجز عن شكر ماأوتي
ويبتغي الزيادة فيما بقي , وينهى الناس ولاينتهي ,ويأمر بما لايأتي
يحب الصالحين ولا يعمل بعملهم ويبغض الطالحين وهو منهم
قيل للحسن البصري :ماسر زهدك في الدنيا ؟
فقال :علمت بأن رزقي لن يأخذه غيري فطمئن قلبي له .
وعلمت بأن عملي لايقوم به غيري فاشتغلت به وعلمت أن الله
مطلع علىَّ فاستحيت أن أقابله على معصية ,وعلمت أن الموت
فأعدت الزاد للقاءالله .