الإتصالات |
الحالة: | |
وسائل الإتصال: | |
#1موضوع: تفسير سورة البقرة الآيات من 164 : 169 الأحد يونيو 16, 2013 5:12 am | |
| التفسير الميسر للقرآن الكريم
تفسير سورة البقرة الآيات من 164 : 169
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ( 164 ) إن في خلق السماوات بارتفاعها واتساعها , والأرض بجبالها وسهولها وبحارها , وفي اختلاف الليل والنهار من الطول والقصر , والظلمة والنور , وتعاقبهما بأن يخلف كل منهما الآخر , وفي السفن الجارية في البحار , التي تحمل ما ينفع الناس , وما أنزل الله من السماء من ماء المطر , فأحيا به الأرض , فصارت مخضرَّة ذات بهجة بعد أن كانت يابسة لا نبات فيها , وما نشره الله فيها من كل ما دبَّ على وجه الأرض , وما أنعم به عليكم من تقليب الرياح وتوجيهها , والسحاب المسيَّر بين السماء والأرض - إن في كل الدلائل السابقة لآياتٍ على وحدانية الله , وجليل نعمه , لقوم يعقلون مواضع الحجج , ويفهمون أدلته سبحانه على وحدانيته , واستحقاقه وحده للعبادة .
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ( 165 ) ومع هذه البراهين القاطعة يتخذ فريق من الناس من دون الله أصنامًا وأوثانًا وأولياء يجعلونهم نظراء لله تعالى , ويعطونهم من المحبة والتعظيم والطاعة , ما لا يليق إلا بالله وحده . والمؤمنون أعظم حبا لله من حب هؤلاء الكفار لله ولآلهتهم ; لأن المؤمنين أخلصوا المحبة كلها لله , وأولئك أشركوا في المحبة . ولو يعلم الذين ظلموا أنفسهم بالشرك في الحياة الدنيا , حين يشاهدون عذاب الآخرة , أن الله هو المتفرد بالقوة جميعًا , وأن الله شديد العذاب , لما اتخذوا من دون الله آلهة يعبدونهم من دونه , ويتقربون بهم إليه .
إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ ( 166 ) عند معاينتهم عذاب الآخرة يتبرأ الرؤساء المتبوعون ممن اتبعهم على الشرك , وتنقطع بينهم كل الصلات التي ارتبطوا بها في الدنيا : من القرابة , والاتِّباع , والدين , وغير ذلك .
وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ( 167 ) وقال التابعون : يا ليت لنا عودة إلى الدنيا , فنعلن براءتنا من هؤلاء الرؤساء , كما أعلنوا براءتهم مِنَّا . وكما أراهم الله شدة عذابه يوم القيامة يريهم أعمالهم الباطلة ندامات عليهم , وليسوا بخارجين من النار أبدًا .
يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالا طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ( 168 ) يا أيها الناس كلوا من رزق الله الذي أباحه لكم في الأرض , وهو الطاهر غير النجس , النافع غير الضار , ولا تتبعوا طرق الشيطان في التحليل والتحريم , والبدع والمعاصي . إنه عدو لكم ظاهر العداوة .
إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (169 ) إنما يأمركم الشيطان بكل ذنب قبيح يسوءُكم , وبكل معصية بالغة القبح , وبأن تفتروا على الله الكذب من تحريم الحلال وغيره بدون علم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
|