خليليَ أقعد للصبوح ولا تقل قفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزلِ
ويا ربّ لا تُنبت ولا تُسقط الحيا بسقطِ اللوى بين الدخول فحومل
ولا تقرِ مقراةَ امرىء القيس قطرةً من المزن وارجم ساكنيها بجندل
نصيبيَ منها للنعام وللمَها واللذئبِ يعوي كالطريد المؤلولِ
ولكن ديار اللهوِ يا ربّ فاسقِها ودرّ على خضرائِها كل جدوَل
بهيتٍ وعاناتٍ وبنّي ودسكر وقطربل ذات الرحيق المُفَلفَلِ
على كلّ محسورِ الذراع سمَيذَعِ جوادٍ بما يحويه غير مبخّلِ
قليل هموم القلبِ إلّا للذّة ينعّمُ نفساً آذنت بتنقّل
فإن تطلبيهِ تقتضيهِ بحانةٍ كمثل سراج لاحَ في الليل مشعَل
ولستَ تراهُ سائلاً عن خليقةٍ ولا قائلاً من يُعزلونَ ومَن يلي
ولا صائحاً كالعَير في يوم لذةٍ يناظرُ في تفضيل عثمان أو علي
ولا لابساً تقديمَ شمسٍ وكوكب ليعرفَ إحياءَ العلوّ من أسفل
يقومُ بأوقاتِ الظهيرة مائلاً يقلب في أسطر لابه عينَ أحوَل
ولكنّهُ فيما عناهُ وسرَّهُ وفي غير ما يعنيه فهو بمعزَل
من قصائد أبو نواس