التفسير الميسر للقرآن الكريم
تفسير سورة آل عمران
الآيات من 16 : 22
الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ( 16)
هؤلاء العباد المتقون يقولون : إننا آمنا بك , واتبعنا رسولك محمدًا صلى الله عليه وسلم , فامْحُ عنا ما اقترفناه من ذنوب , ونجنا من عذاب النار .
الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ (17 )
هم الذين اتصفوا بالصبر على الطاعات , وعن المعاصي , وعلى ما يصيبهم من أقدار الله المؤلمة , وبالصدق في الأقوال والأفعال وبالطاعة التامة , وبالإنفاق سرا وعلانية , وبالاستغفار في آخر الليل ; لأنه مَظِنَّة القبول وإجابة الدعاء .
شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( 18 )
شهد الله أنه المتفرد بالإلهية , وقَرَنَ شهادته بشهادة الملائكة وأهل العلم , على أجلِّ مشهود عليه , وهو توحيده تعالى وقيامه بالعدل , لا إله إلا هو العزيز الذي لا يمتنع عليه شيء أراده , الحكيم في أقواله وأفعاله .
إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ( 19 )
إن الدين الذي ارتضاه الله لخلقه وأرسل به رسله , ولا يَقْبَل غيره هو الإسلام , وهو الانقياد لله وحده بالطاعة والاستسلام له بالعبودية , واتباع الرسل فيما بعثهم الله به في كل حين حتى خُتموا بمحمد صلى الله عليه وسلم , الذي لا يقبل الله مِن أحد بعد بعثته دينًا سوى الإسلام الذي أُرسل به . وما وقع الخلاف بين أهل الكتاب من اليهود والنصارى , فتفرقوا شيعًا وأحزابًا إلا من بعد ما قامت الحجة عليهم بإرسال الرسل وإنزال الكتب ; بغيًا وحسدًا طلبًا للدنيا . ومن يجحد آيات الله المنزلة وآياته الدالة على ربوبيته وألوهيته , فإن الله سريع الحساب , وسيجزيهم بما كانوا يعملون .
فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ( 20 )
فإن جادلك - أيها الرسول - أهل الكتاب في التوحيد بعد أن أقمت الحجة عليهم فقل لهم : إنني أخلصت لله وحده فلا أشرك به أحدًا , وكذلك من اتبعني من المؤمنين , أخلصوا لله وانقادوا له . وقل لهم ولمشركي العرب وغيرهم : إن أسلمتم فأنتم على الطريق المستقيم والهدى والحق , وإن توليتم فحسابكم على الله , وليس عليَّ إلا البلاغ , وقد أبلغتكم وأقمت عليكم الحجة . والله بصير بالعباد , لا يخفى عليه من أمرهم شيء .
إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ( 21 )
إن الذين يجحدون بالدلائل الواضحة وما جاء به المرسلون , ويقتلون أنبياء الله ظلمًا بغير حق , ويقتلون الذين يأمرون بالعدل واتباع طريق الأنبياء , فبشِّرهم بعذاب موجع .
أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ( 22 )
أولئك الذين بطلت أعمالهم في الدنيا والآخرة , فلا يُقبل لهم عمل , وما لهم من ناصرٍ ينصرهم من عذاب الله .