التفسير الميسر للقرآن الكريم
تفسير سورة آل عمران
الآيات من 10 : 15
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ ( 10 )
إن الذين جحدوا الدين الحق وأنكروه , لن تنفعهم أموالهم ولا أولادهم من عذاب الله شيئًا إن وقع بهم في الدنيا , ولن تدفعه عنهم في الآخرة , وهؤلاء هم حطب النار يوم القيامة .
كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ( 11 )
شأن الكافرين في تكذيبهم وما ينزل بهم , شأن آل فرعون والذين من قبلهم من الكافرين , أنكروا آيات الله الواضحة , فعاجلهم بالعقوبة بسبب تكذيبهم وعنادهم . والله شديد العقاب لمن كفر به وكذَّب رسله .
قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ( 12)
قل - أيها الرسول - ، للذين كفروا من اليهود وغيرهم والذين استهانوا بنصرك في « بَدْر » : إنكم ستُهْزَمون في الدنيا وستموتون على الكفر , وتحشرون إلى نار جهنم ; لتكون فراشًا دائمًا لكم , وبئس الفراش .
قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُولِي الأَبْصَارِ ( 13 )
قد كان لكم - أيها اليهود المتكبرون المعاندون - دلالة عظيمة في جماعتين تقابلتا في معركة « بَدْر » : جماعة تقاتل من أجل دين الله , وهم محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه , وجماعة أخرى كافرة بالله , تقاتل من أجل الباطل , ترى المؤمنين في العدد مثليهم رأي العين , وقد جعل الله ذلك سببًا لنصر المسلمين علبهم . والله يؤيِّد بنصره من يشاء من عباده . إن في هذا الذي حدث لَعِظة عظيمة لأصحاب البصائر الذين يهتدون إلى حكم الله وأفعاله .
زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ( 14 )
حُسِّن للناس حبُّ الشهوات من النساء والبنين , والأموال الكثيرة من الذهب والفضة , والخيل الحسان , والأنعام من الإبل والبقر والغنم , والأرض المتَّخَذة للغراس والزراعة . ذلك زهرة الحياة الدنيا وزينتها الفانية . والله عنده حسن المرجع والثواب , وهو الجنَّة .
قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ( 15 )
قل - أيها الرسول - : أأخبركم بخير مما زُيِّن للنَّاس في هذه الحياة الدنيا , لمن راقب الله وخاف عقابه جنات تجري من تحت قصورها وأشجارها الأنهار , خالدين فيها , ولهم فيها أزواج مطهرات من الحيض والنفاس وسوء الخلق , ولهم أعظم من ذلك : رضوان من الله . والله مطَّلِع على سرائر خلقه , عالم بأحوالهم , وسيجازيهم على ذلك .